فاطمة عبدالرحيم
حلمت بالنجومية منذ الطفولة وقررت خوض المجال الفني عن حب وقناعة، قدمت الكثير من الأعمال التلفزيونية في البحرين والكويت وقطر في بداية مشوارها. فنانة بحرينية، صاحبة أداء عفوي، عرفها الجمهور البحريني من خلال أول مسلسل درامي قدمته وهو «سعدون» وعرفها الجمهور الخليجي بعد ذلك من خلال عدد من الأعمال منها مسلسل «هدوء وعواصف، بحر الحكايات، يوم آخر، نورة، وجه آخر» وكذلك فيلم «شباب كول» وبرنامج «الوادي» الذي قدمها للجمهور العربي، ومن أبرز مشاركاتها المسرحية «شباب الجامعة، الوادي» وقد عرضتا في الكويت وبعض الدول الخليجية.
انها الممثلة فاطمة عبد الرحيم التي كانت ضمن نجوم الفيلم السينمائي البحريني «حكاية بحرينية» الذي عرض في الكويت أخيرا بمناسبة احتفالية مجلة العربي باليوبيل الذهبي بالتعاون مع نادي الكويت للسينما.
«الراي» التقت الفنانة فاطمة عبد الرحيم على هامش عرض فيلم «حكاية بحرينية» ودار هذا الحوار:
• نود أن نعلم شيئاً عن تجربتك الفنية مع فيلم «حكاية بحرينية»، وماذا أضاف لك هذا الفيلم؟
- أحب أن أقول بانه ليس الفيلم الأول الذي عملت به، فقد شاركت من قبل في خمسة أفلام سينمائية... أما بخصوص فيلم «حكاية بحرينية» فقد أضاف لي الكثير، وأعتبره نقلة من بين الأفلام التي قدمتها، والفيلم أعجبني كثيراً وشارك وقدم في عدد من المهرجانات، حيث كانت تقنيات الفيلم عالية جداً، وأهم شيء بوجهة نظري أن نظهر للجميع امكاناتنا نحن الخليجيين سينمائيا، ولا أنسى مشاركتي في أول فيلم وهو «زائر» للمخرج البحريني بسام الذوادي الذي قدمني للسينما، وحصلت في ذلك الوقت على جائزة «أفضل تمثيل» في مهرجان القيروان في تونس الخضراء.
• لكننا شعرنا من خلال مشاهدتنا للفيلم، بأن هناك حذفاً للكثير من المشاهد، فما سبب ذلك ؟
- أنا شخصيا استأت جدا مما حصل، لأني لا أرى مبرراً للحذف والتقطيع الذي تسبب في تغيير مسار الأحداث وتحطيم الفكرة الرئيسية للفيلم. رغم أن الفيلم لا يحتوي على مشاهد مخلّة للذوق العام وليس هناك مشاهد ساخنة أو مشاهد دموية. علماً ان ذلك لم يحدث بدور العرض الخليجية الاخرى، فالرقيب الكويتي فقط مارس ذلك على الفيلم.
• هل واجهتك صعوبات في الاختلاف بين الأعمال التلفزيونية والأعمال السينمائية ؟
- طبعا، هناك اختلاف، وهذا الاختلاف في تقنيات التصوير يشكّل ارباكاً في أحيان كثيرة، فالكاميرات السينمائية تختلف وتكشف كل التفاصيل في الوجه والصورة تظهرنا بشكل مختلف والسينما تحتاج الى ايحاءات جسدية وطريقة معينة بالحركة والكلام وعدم تحريك عضلات الوجه كثيرا خاصة «الحواجب والأنف» وتتطلب من الفنانة أو الفنان بأن يكون قليل الكلام وكثير التعبير... أما تصوير المسلسلات يحتاج الى «هذرة» وكلام وحركة بالوجه والجسد، خاصة وان بعض الحوارات التلفزيونية مكونة من أربع أو خمس صفحات كاملة.
• لنتحدث عن أعمالك التلفزيونية... ما العمل الذي ترك بصمة بقلبك وتعتزين به؟
- مسلسل «هدوء وعواصف» فهو عمل له فضل كبير في انطلاقتي الفنية بشكل واسع وهو من تأليف أحمد الفردان واخراج محمد القفاص، وكذلك «وجه آخر وغلطة عمر» استمتعت بالعمل بهما ولاقا نجاحاً كبيراً، وشخصياً أحب وتعجبني كتابات وأعمال مؤلف العملين وهو الكاتب الاماراتي سالم الحتاوي.
• وما العمل الذي ندمتي عليه؟
- «وااااي عليك» لا تذكرني... عموما ندمت على مشاركتي في فيلم «حنين» وكنت وزميلي الفنان جمعان الرويعي ضيوف شرف، والفيلم كان يتكلم بشكل كبير عن «حنين» وهي شخصيتي التي قدمتها وأسفي على كل مابذلته من جهد، وأعطيت كل ما لدي من أداء لانجاح الفيلم، ولكن للأسف الشديد، كان النص مرسوماً بشكل وظهر بشكل مغاير ومختلف تماما عما كان بالورق الأصلي، وذلك بسبب المنتج وهو نفسه كان المخرج للفيلم فقد كذب علينا جميعا بالأمور المادية ولم يتسلم أحد من «الكاست» طاقم العمل حقوقهم وأجورهم منه هذا بالاضافة لامور أخرى... وقد أصابني احباط كبير وقت عرضه ولم أكمل مشاهدة الفيلم وخرجت غاضبة من دار العرض، لأنه خدعنا ولا أريد أن أكثر بكلامي حول الموضوع، لأنه ذكرى موجعة.
• كونه مخرج ومنتج الفيلم لماذا لم تأخذي حقك منه، ولماذا لم تصارحيه بالذي أزعجك... وأحبطك؟
- باختصار... لا احب العتاب، لأنه لا ينفع بشيء، طالما ان الفيلم قد عرض وانتهى الأمر، وعموماً، كل واحد يعمل بأصله وأخلاقه... الله سبحانه وتعالى موجود.
• قبل قبولك لأي دور مقدم لك، ما أبرز الأشياء التي تحرصين عليها قبل الموافقة؟
- قراءة النص كاملا وأرى نفسي بالدور المرسوم لي، وأدرس الحوار جيدا ان كان يتطلب تعديلا أو حذفا لبعض الجمل أو الأحداث، كما انني احرص على معرفة الكاتب والمخرج الذي سيكون المسلسل بيده لأنه مهم جداً ودوره كبير... وأحيانا العمل يكون بسيطا ولكن الاخراج يظهره بشكل قوي والعكس صحيح.
• ما أبرز الصعوبات التي واجهتيها خلال مشوارك الفني؟
- حياتي التي عشتها في برنامج «الوادي» حياة صعبة جدا لأن المكان والبيئة التي كنت فيها لم أعشها من قبل طوال «زراعة، حلب أبقار، طبخ، اعتناء بالحيوانات» وأشياء أخرى صعبة والبرنامج عبارة عن لعبة ولكنها قاسية ولكن «الوادي» له ذكريات عزيزة على قلبي ولن تنسى... ولكني لا أفكر أبدا بأن أعيش بقسوة تلك الأيام مرة أخرى.
• وما أهم المحطات الفنية في مسيرتك؟
- محطات كثيرة، أبرزها مشاركتي في مسلسل «سعدون» للمخرج أحمد المقلة في بداياتي الفنية، وهو أول عمل درامي تعرف الجمهور البحريني من خلاله على فاطمة عبدالرحيم... وأذكر انني قدمت في «سعدون» خمس حلقات فقط.
• هل صحيح انك مستقرة بالكويت؟
- لا... لم أستقر بالكويت، دعني أستقر بالبحرين أولا.. كوني كثيرة السفر وعلى فكرة لم أشعر في يوم من الأيام بالغربة في الكويت لأنها بلدي الثاني ولدي صديقات فيها... ولا أستطيع العيش والاستقرار هنا بسبب أبنائي بحكم دراستهم وأهلهم بالبحرين، وأنا أيضا أهلي المقربين جدا في «مدينة عيسى والرفاع» وبيتي وحياتي كلها هناك، ونحن عائلة مترابطة جدا وتجمعاتنا في بيتنا بشكل يومي لذلك صعب أن أتركهم وأعيش بالكويت، لكنها تبقى أيضا بلدي وشعبها ناسي وأهلي.
• كيف تنظر فاطمة عبد الرحيم الى نفسها ؟
- انسانة طيبة «كما يقولون عني»... وأحب الناس... حساسة في مواضيع لا تستحق الحساسية أحيانا، أحب الصداقات وأقدرها كثيرا، ليس من صفاتي سوء الظن ودائما تجدني أقدم النية الصافية قبل السيئة وأحب الضحك والمزاح الذي يزعج الناس بعض الأحيان... وأحيانا تأتيني ضربات وصفعات ولكن لا أتعلم منها، سريعة البكاء.
• هل وجدت بأبنائك حبا للتمثيل أو أي اهتمام فني؟
- بالفعل وجدت بهم حب الفن «وايد» يحبون التقليد والتمثيل ولكن لا أريدهم أن يفكروا بالتمثيل ولو مجرد من باب التفكير، لأني شخصياً تعبت وعانيت بمشواري، ولم أعش حياتي بشكل طبيعي لأجل حبي للفن أما بخصوص أبنائي لا أريد لفت الأنظار اليهم وأفضل أن تكون هواياتهم وميولهم بعيدة كل البعد عن التمثيل... والشيء بالشيء يذكر هم تحملوا انشغالي وصبروا على غيابي كثيرا، وأحب أن أذكر بأنهم الى الآن يسألونني «لماذا عندما نذهب لمكان عام أو للعب يأتي المعجبون والمعجبات ويسلمون عليك يا ماما؟؟ ونحن لا؟؟» وذلك لأني أمنع الجمهور من تصويرهم خوفا من العين ولفت النظر نحوهم، ودائما أقول للجميع أنا الممثلة أما أطفالي لهم حياتهم وهم لي أنا فقط، وأذكر عندما زارتني والدتي مع أبنائي في برنامج الوادي صوروهم ونشروا صورهم، وبعد فترة قالت لي «فطوم» أتوا لي الناس بالسوق وصوروا معي... وعرفوا انها والدتي.
• وما بقية الخطوط الحمراء بحياتك غير الاقتراب من أطفالك؟
- لا أحب أن يسألني أحد عن الأمور الشخصية أو العاطفية «حب وزواج» ومن هذا القبيل.
• اذاً لندخل في دائرة الخطوط الحمراء، أين الحب بحياة فاطمة عبد الرحيم ؟
- قالت ضاحكة: «بذبحك» لا... لا يوجد... قل لي من هو الحبيب الذي يتحملني بسبب عملي المستمر وسفري الدائم، الرجل يفضل أن تكون المرأة دائما جواره ومتفرغة له أما أنا فعملي يأخذ كل وقتي ولا أشاهد أهلي لفترات طويلة... وللأمانة أقول، أنا أحب الحب وأتمنى أن أعيش قصة حب وأفتخر وأتباهى بالحبيب أمام العالم كله، ولكن أين هو ؟ لم يأت وقته الى الآن.
أرسل تعليق
موضوع: فاطمة عبد الرحيم 
الإثنين يونيو 09, 2008 5:01 am
